علي مر التاريخ قد نجد اننا سمعنا عن كثير من قصص الحب
وفي هذا الموجز السّريع لقصص الحب الأدبية، يرد استطلاع
للقيود في مختلف أشكالها: من العشاق المُتعالين على
الفروق الطبقيّة في إنجلترا العصر الجورجي إلى العشاق
المتغاضين عن الشّروخ الخطيرة التي تُباعد بين النّاس
على أساس الدّين أو التّوجّه الجنسي.
“مشروع روزي” (The Rosie Project) لغرايم سيمسيون
لنبدأ الموجز بقصة خفيفة: غالباً ما تتمثّل علاقة الحبّ النّاجحة
بالقدرة على التأقلم مع وجهة نظر الشّخص الآخر للعالم.
لكن ماذا لو كان الشخص الآخر هو دون تيلمان الذي يطهو
الطّبق نفسه كلّ أسبوع ويتّبع نظام وجباتٍ موحّد ويحتسب
مؤشر كتلة الجسم لدى أيٍّ كان من نظرة واحدة ويقرّر
الاعتماد على استبيان لاختيار زوجة تُلائمه؟ وهل من
الممكن أن يقع في حبّ روزي التي دخلت حياته بطريقةٍ
عشوائية وعلّمت فيه رغم أنّها لا تستوفي أيّا من الشّروط
المنصوص عليها في الاستبيان؟ “مشروع روزي” قصة خفيفة فعلاً،
لكن خلف خفّتها وطابع نصّها الظّريف، استكشافٌ عميق
وهادئ للفرضيّات والاعتبارات القائمة حول التوحّد وما يعنيه
التفرّد بدماغٍ غير نمطي .