اب الفارض شاعر من اجمل و احسن الشعراء الذى من الممكن
ان تسمع شعرهم و تستمتع بيه
زدني بفرطِ الحبّ فيك تحيُّراً
زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
وارحمْ حشًى بلظى هواكَ تسعَّراً وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة
فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرَى يا قلبُ أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة فَمُتْ بِهِ صَبّاً فحقّكَ
أن تَموتَ وتُعذَرَا قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي ومَن بَعْدي ومَن أضحى لأشجاني
يَرَى عني خذوا وبيَ اقْتدوا وليَ اسْمعوا وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى
ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ إذا سرَى وأباحَ طرفي
نظرة ً أمَّلتها فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً
فدهشتُ بينَ جمالهِ وجلالهِ وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً فأدِرْ
لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ فيهِ مُصَوَّراً لوْ أنّ
كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً
شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة
شربنا على ذكرِ الحبيبِ مدامة ً سَكِرْنا بها من قبلِ أن يُخلق
الكَرمُ لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يديرها هِلالٌ وكم يبدو
إذا مُزِجَتْ نَجمُ ولولا شذاها ما اهتديتُ لحانها ولو لا سناها
ما تصوَّرها الوهمُ ولم يُبْقِ مِنها الدَّهْرُ غيرَ حُشاشَة كأنَّ خَفاها
في صُدورِ النُّهى كَتْمُ فإنْ ذكرتْ في الحيِّ أصبحَ أهلهُ نشاوى
ولا عارٌ عليهمْ ولا إثمُ ومنْ بينِ أحشاءِ الدِّنانِ تصاعدتْ ولم يَبْقَ
مِنْها في الحَقيقَة إلاّ اسمُ وإنْ خَطَرَتْ يَوماً على خاطِرِ امرِىء أقامَتْ
بهِ الأفْراحُ وارتحلَ الهَمُ ولو نَظَرَ النُّدمانُ ختْمَ إنائِها لأسكرهمْ منْ
دونها ذلكَ الختمُ ولو نَضَحوا مِنها ثَرى قَبْرِ مَيتٍ لعادَتْ إليهِ الرُّوحُ
وانْتَعَشَ الجسْمُ ولو طرحوا في فئِ حائطِ كرمها عليلاً وقدْ أشفى
لفارقهُ السُّقمُ ولوْ عبقتْ في الشَّرقِ أنفاسُ طيبها وفي الغربِ مزكومٌ
لعادَ لهُ الشَّمُّ ولوْ خضبتْ منْ كأسها كفُّ لامسٍ